أرامكو السعودية تستعد لأكبر حضور لها في أديبك

من المتوقع أن تُوفد شركة أرامكو السعودية أكبر وفد إلى دورة هذا العام من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، الذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تحرص شركات النفط الوطنية في بلدان منطقة الشرق الأوسط على الحضور والمشاركة في الحدث الذي يُعتبر أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل إبرام علاقات شراكة تجارية وتنويع عملياتها لضمان النمو المستدام على الأمد البعيد.

 

وتقوم أرامكو السعودية، التي تسيطر على نحو 15 بالمئة من احتياطيات النفط العالمية، بسلسلة من الاستثمارات الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم، كما تسعى الشركة التي تتمتع بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 12 مليون برميل يومياً وحقوق لا تقل عن 260 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج في المملكة، إلى المضيّ قُدُماً في تنفيذ خطط تتعلّق بإدراجٍ تاريخي مرتقب لأسهمها في الأسواق. وتلقي الشركة في ظلّ هذه التطورات نظرة على ما وراء مجالات التنقيب والإنتاج، بُغية تنويع الأعمال التجارية للشركة، بوصفها جزءاً أصيلاً من اقتصاد سعودي أكثر تنوعاً.

 

وكانت الشركة وافقت خلال الأسابيع القليلة الماضية على شراء حصة قدرها 50 بالمئة في مشروع لتصنيع البوليمرات والغلايكول في ماليزيا من شركة “بتروناس”، كما افتتحت مكتباً في الهند في إطار خطط طويلة الأجل خاصة بالسوق الهندية تشمل توريد النفط وتكريره وتسويقه، وعمليات تتعلق بمصادر للطاقة المتجددة، علاوة على البتروكيماويات ومواد التشحيم.

 

كذلك أبرمت الشركة اتفاقية شراكة مع “روان كومبانيز” النفطية الأمريكية لإنشاء شركة تعمل في مجال الحَفر البحري، تدعى “آرو دريلينغ”، من المقرّر أن تتولى تشغيل أسطول من منصات الحفر التي سيكون كثير منها سعودي الصنع، فضلاً عن اتفاقية شراكة أخرى مع شركة “غازبروم” الروسية تغطي تقنيات مستخدمة في حفر الآبار وتجهيزها، وتحسينات في نظم الضخ، وتطوير أنابيب غير معدنية كبيرة الحجم.

 

واعتبر كريستوفر هَدسون، رئيس قطاع الطاقة لدى شركة “دي إم جي للفعاليات”، الجهة المنظمة لحدث أديبك، نهج أرامكو في التنوع “نموذجاً مثالياً للتفكير الاستراتيجي الذي نراه يُطبّق حالياً في شركات النفط الوطنية الكبرى، والمتمثل بالاستثمار على امتداد كامل سلسلة القيمة في قطاع النفط والغاز، وفي خدمات حقول النفط”، وقال: “نقدّم في أديبك منصة يمكن أن تسرّع عملية تحديد علاقات الشراكة الاستراتيجية الملائمة وإبرام الاتفاقيات بشأنها؛ فنحن نشكّل ملتقىً عالمياً يجمع بين كبار صانعي القرار من مختلف أنحاء القطاع، ونسهم في خلق فرص لا مثيل لها للتواصل عند أعلى المستويات التجارية والحكومية”.

 

يُذكر أن أديبك، الذي تستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ويُنظمه قطاع الطاقة العالمي في شركة “دي إم جي للفعاليات”، سوف يقام بين 13 و16 نوفمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت شعار “بناء علاقات متينة لدفع عجلة النمو”، ويتوقع أن يستضيف الحدث في دورته هذا العام أكثر من 10,000 موفد إلى مؤتمراته، و2,200 جهة عارضة و900 متحدث، فضلاً عن أكثر من 100,000 زائر من 135 دولة. وتشمل هذه الأرقام تنفيذيين كباراً من أبرز شركات النفط والغاز العالمية، كما يُعد الحدث الملتقى الأول لوزراء ومسؤولين حكوميين في قطاع الطاقة ونخبة من كبار التنفيذيين من شركات نفط وغاز عالمية عملاقة، من أنحاء العالم.

 

ويتألف أديبك من مؤتمر مرموق ببرنامجين استراتيجي وتخصصي، فضلاً عن معرض تجاري بارز، ويُنتظر أن ينصبّ تركيز القطاعات الرئيسية في الحدث على مواضيع الأمن في قطاع الطاقة، والقطاع البحري والملاحي، ودور المرأة في قطاع الطاقة. كذلك تمّت توسعة برنامج العام 2017 ليشمل للمرة الأولى صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات (صناعات المصبّ) ، التي تتألف من مجالات التكرير والتسويق والتوزيع، وذلك انعكاساً للاتساع المتزايد في عمليات شركات النفط الوطنية، التي وصف هدسون نماذج أعمالها بكونها “سريعة التطوّر، لا سيما في الاستثمارات بمجال صناعات المصبّ التي تتيح لها تحقيق العائدات في كل حلقة من حلقات سلسلة القيمة”.

 

وخلُص المسؤول إلى تنامي الاستثمارات في مجالات تكرير النفط ومعالجته لإنتاج مشتقاته وصناعة البتروكيماويات، مثل الأسمدة والبوليمرات اللازمة لتصنيع البلاستيك، وفي مصافي إنتاج الوقود، موضحاً في المقابل أن الغاز الطبيعي “بات مصدراً مهماً للنمو المستقبلي، وأن شركات النفط بدأت تبرز كجهات استثمارية مهمة في مجالات الطاقة المتجددة”.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: